افتتاح مكتبة مؤسسة أتاتورك العليا

افتُتِحت مكتبة مؤسسة أتاتورك العليا، التي تجمع تحت سقف واحد الإرث العريق لتركيا في مجالات الثقافة واللغة والتاريخ، وذلك في حفل رسمي أُقيم بهذه المناسبة. وقد جرى الافتتاح بتشريف معالي وزير الثقافة والسياحة السيد محمد نوري أرصوي، حيث شكّل الحدث محطةً مهمة شهدت بدء تقديم خدمات المكتبة الجديدة، إلى جانب التعريف بسلسلة كتب “سلسلة القارئ العام” التي أعدّتها مؤسسة التاريخ التركي، في خطوة بارزة لتعزيز الوصول إلى المعرفة العلمية.

وفي كلمته خلال الحفل، أعرب الوزير أرصوي عن تمنياته بالتوفيق لمكتبة مؤسسة أتاتورك العليا التي تجمع مكتبات مركز أتاتورك للبحوث، ومؤسسة اللغة التركية، ومؤسسة التاريخ التركي، ومركز أتاتورك الثقافي تحت سقف واحد. وأكد أن “سلسلة القارئ العام” ليست مجرد نشاطٍ للنشر، بل تمثّل خطوةً مهمة نحو صون الهوية الوطنية وحماية التراث الثقافي للأجيال القادمة. كما لفت أرصوي الانتباه إلى تزايد التضليل المعرفي في العصر الرقمي، مشدّدًا على أن إتاحة مصادر علمية موثوقة وذات جودة عالية، ولا سيما للأجيال الشابة، تُعدّ من المسؤوليات الأساسية لمؤسسة التاريخ التركي.

وأشار رئيس المؤسسة العليا، السفير أ.د. دَريا أورس، إلى أن عادات القراءة تشهد تحوّلًا متسارعًا بالتوازي مع تغيّر احتياجات العصر. وفي هذا السياق أوضح أنه اعتبارًا من عام 2023 تم إطلاق مبادرة نشر جديدة بالتعاون مع مؤسسة التاريخ التركي، تهدف إلى إعداد مؤلفات موجّهة إلى القارئ العام، سهلة الحمل ويمكن قراءتها في وقت قصير.

وبيّن أورس أن الخطة تستهدف نشر ما مجموعه مئة عمل، لافتًا إلى أنه حتى اليوم تم طباعة 27 كتابًا، فيما أصبح 48 كتابًا جاهزًا للنشر، على أن يُستكمل إنجاز بقية الأعمال خلال عام 2026.

كما تطرّق أ.د. أورس إلى المكتبة التي جرى افتتاحها للخدمة، مبيّنًا أنها تضم مكتبة متخصصة تابعة لمركز أتاتورك للبحوث ومؤسسة اللغة التركية، ومؤسسة التاريخ التركي، ومركز أتاتورك الثقافي، وتحتوي في مجموعها على نحو 500 ألف كتاب، مؤكّدًا أن جزءًا مهمًا من هذه المجموعة يتكوّن من مؤلفات نادرة ومخطوطات قيّمة.

كما أفاد رئيس مؤسسة التاريخ التركي أ.د. يوكسال أوزغان في تقييمه المتعلق بسلسلة “سلسلة القارئ العام” ، قائلاً: “إن هذه السلسلة، التي تتكوّن من مئة كتاب، ليست مجرد مشروع نشر؛ بل هي جسر ثقافي يُجدِّد ذاكرتنا الوطنية ويُقَرِّب المسافة بيننا وبين ماضينا المشترك.”

وعقب الكلمات، جرى افتتاح المكتبة الجديدة التي تجمع تحت سقف واحد مكتبات المؤسسات الأربع التابعة لمؤسسة أتاتورك العليا للثقافة واللغة والتاريخ، حيث تم قصّ الشريط إيذانًا ببدء الخدمة.