ورشة عمل “تاريخ العالم التركي”

 

تم تنظيم ورشة عمل تاريخ العالم التركي في 24 فبراير 2025 في حرم مؤسسة أتاتورك العليا للثقافة واللغة والتاريخ. حضر الورشة رئيس هيئة شيوخ (اللحى البيضاء) منظمة الدول التركية بنعلي يلدريم، ورئيس المؤسسة العليا سعادة السفير أ.د. ديريا أورس، ورئيس أكاديمية تركيا أ.د. شاهين مصطفايف، ورئيس مؤسسة التاريخ التركي أ.د. يوكسال أوزغان، بالإضافة إلى أكاديميين من أذربيجان وكازاخستان وقيرغيزستان وجمهورية قبرص التركية الشمالية وأوزبكستان والمجر وتركمانستان.

في الجلسة الافتتاحية، قال رئيس هيئة شيوخ منظمة الدول التركية بن علي يلدرم: “نبدأ اليوم اجتماعًا شاملاً يناقش تاريخ الأتراك، والتطورات التي مروا بها من العصور القديمة حتى اليوم، والدول التي أسسوها، والأعمال التي تركوها للحضارة العالمية. هذا الاجتماع يمثل خطوة مهمة لتسليط الضوء على التاريخ المشترك للأتراك.”

وأشار يلدرم إلى أهمية المستقبل المشترك بين دول العالم التركي قائلاً: “أجدادنا وماضينا مشترك. والأجيال القادمة ستحمل هذا الاتحاد إلى الأمام. هذا الاتحاد سيتحقق من خلال الوحدة اللغوية. فاللغة هي السيادة. إذا لم تكن لغتنا مستقلة ومشتركة، فلن تكون سيادتنا مكتملة. لذلك، أود أن أؤكد بشكل خاص على قضية اللغة. كما قال إسماعيل غاسبرالي: ‘الاتحاد في اللغة، الفكر، والعمل’.”

في حديثه، صرح رئيس المؤسسة العليا، سعادة السفير أ.د. دَريا أورس، أن العالم التركي يحتل مكانة هامة في تاريخ العالم بفضل تاريخه العميق الممتد لآلاف السنين، وثرائه الثقافي، وبنيته المجتمعية القوية. وأكد أورس أن الطريق إلى القوة في عالمنا المعولم يمر عبر الوحدة والتضامن، وقال في حديثه: “لن تتحقق هذه الوحدة والتضامن بلا شك من خلال لغتنا، تاريخنا، وثقافتنا. ولذلك، كما أظهرت دراسات الأبجدية المشتركة، فإن الدراسات التاريخية المشتركة ستقربنا من بعضنا البعض بشكل أكبر.”

وفي نهاية حديثه، أضاف أورس: “إلى جانب الأنشطة التي تقوم بها المؤسسة العليا ومؤسساتها التابعة، فإن مسؤوليتنا الكبرى هي تعزيز الوضع الراهن من خلال مساهمات منظمات مثل منظمة الدول التركية، الأكاديمية التركية، تورك سوَي، وغيرها من المؤسسات المعنية في البلدان المختلفة، من أجل تحسين الوضع الحالي وترك مستقبل قوي للأجيال القادمة.”

كما أكد رئيس مؤسسة التاريخ التركي، أ.د. يوكسال أوزغان، أن العالم التركي يشمل 300 مليون نسمة، ومساحة واسعة تبلغ 4.5 مليون كيلومتر مربع، وحجم اقتصادي يصل إلى 4 تريليونات دولار، بالإضافة إلى تاريخ عميق، وثقافة راسخة، وحضارة قوية لا يمكن قياسها بمقاييس مادية.

وأوضح أوزغان: “بصفتنا مؤسسات تاريخية وعلماء في مجالات التاريخ والعلوم الاجتماعية في العالم التركي، فقد عملنا لسنوات على دراسة تاريخ هذه العائلة العظيمة وثقافتها ونقلها للأجيال القادمة. ومع ذلك، حتى الآن تم القيام بالكثير من الدراسات الفردية. والآن حان الوقت للتركيز على دراسات شاملة لجميع أفراد العائلة.”

تعد ورشة العمل حول تاريخ العالم التركي حدثًا علميًا هامًا يهدف إلى دراسة التاريخ المشترك لدول العالم التركي على أسس علمية ونقله للأجيال القادمة. ستسهم الورشة، بدعم من منظمة الدول التركية وتعاون مؤسسات التاريخ في العالم التركي، في قيادة عملية كتابة التاريخ المشترك.